26 - 06 - 2024

إيقاع مختلف | كُنْ فِى سُطُوعِكَ سَيِّدَا

إيقاع مختلف | كُنْ فِى سُطُوعِكَ سَيِّدَا

(أرشيف المشهد)

9-3-2015 | 17:44

كُنْ فِى سُطُوعِكَ سَيِّدَا

قِفْ مُفرَدَا

أَطلِقْ نِدَاءَكَ فِى المَدَى

الجَمْعُ لا يُصْغِى وَيَذهَبُ مُغمَضَا؟

السِّرْبُ لا يَدنُو، وَيَنأى مُعرِضَا؟

لا تَبْتَئِسْ؛

فالصَوتُ لا يَمضِى سُدَى

هَيءْ بُرَاقَ الرُّوح حَتَّى تَصعَدا

وامنَحْ زَمَانَكَ وَالوَرَى

صَوتَاً سَيَبقَى فِى الزَّمَانِ مُخَلَّدَا

كُنْ فِى الفَضَاءِ مَسَلَّةً

لِلحَقِّ تَضْربُ مَوعِدَا

أَلفَاً يُصَاولُ كَونَهُ، لا يَنْحَنِى

المَوْتُ يَأتِى مَرَّةً، لا يَنْثَنِى

كُنْ مِيتَةً وَضَّاءَةً، أَوْ مَولِدَا

وَإذَا تَشَابَهَتِ الوجُوهُ، 

تَمَاثَلَتْ

فَارسُمْ بِذَاتِكَ للتَّفَرُّدِ مَشْهَدَا.

لُذْ بِالحَقِيقَةِ

بِالحَقِيقَةِ وَحدَهَا

كُنْ فِى سُطُوعِكَ سَيِّدَا.

ما الذى يعنيه أن تنتمى للحقيقة، للحقيقة وحدها؟ يعنى أن تصبح مستهدفاً من الجميع، إلا من ضميرك وحده. العقلية الإنسانية بالغة العمق والرقى التى قالت يوماً: ما ترك الحق لى صديقاً، أو يا حق... لم تترك لى صاحباً، كانت تعرف يقيناً أن الحق ثقيل، وأن أولئك الذين ينحازون إلى  الحق وينتمون إلى  الحقيقة هم هدف لسهام الجميع.

أقول هذا والساحة على ما نرى ونعرف فى المجالات شتى، ولا أظن الساحة الثقافية بمنأى عن هذا الداء الذى استشرى فى حياتنا كلها، بل لا أغالى إذا قلت إنها فى القلب من هذا المشهد البغيض.

لذلك فإن هذا هو الوقت الأمثل لسطوع النماذج المثلى، التى تؤكد للناس أن شمس الحق لا يمكن أن تنطفىء، وأن نور الحقيقة لا يمكن أن يزول تماماً، نحن بحاجة إلى  تلك النماذج التى لا تطبع علاقاتها مع الواقع، فتنصاع لمتطلباته الشائهة، وإنما تبقى مسلات شامخة ترتفع كإصبع عملاق نحو السماء، ومنارات تلهم البشر وتوقد فى أنفسهم قناديل آمالهم المطفأة.

هل لهذا الحديث علاقة بالمعركة الحالية لاتحاد كتاب مصر وما تشهده من معارك تكسير عظام وتشويه سمعة واغتيال معنوى للشخصيات؟ وهل له علاقة بشعارات "من ليس معنا فإنه ضدنا"  التى أصبحت هى أقل مستوى من مستويات استهداف المنتمين إلى  الحقيقة؟ وهل له صلة بذلك السلوك المتدنى الذى يهوى إليه البعض، من حيث هو يبشر بغايات سامية، ويعد بتحقيق طموحات نبيلة؟

نعم للحديث علاقة بهذا، وصلة بذاك، وهو دعوة إلى  الحقيقيين : أن اعتصموا بحقيقيتكم، ولوذوا بها، واضربوا المثل لمن يبحث عنه، وكونوا إلهاما للمستلهمين، أبقوا شعلة الحقيقة متقدة فى سماء الوطن.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان